خاطرة ضحايا الحب

ضحايا الحب

الحب في لغة الـهوي حرفان
لكنه يوم النوى لغــتان
لغة القلوب ولا يفك رموزها
إلا فؤاد دائم الخفقان
الحب ليس قصيدة عربية
محبوكة الأطراف والأوزان
الحب ليس رواية منسوجة
للعرض والأعلام والإعلان
الحب ليس تهتكا وتهافتاً
وتظاهراً بمرارة الحرمان
الحب ليس من الدعي مقالة
منحوتة بعجائب البلدان
الحب أن يقف الفؤاد مولهاً
أنفاسه من لاهب النيران
لو سال من جسم المحب دماؤه
كتبت حروف الحب في الجدران!
وتثير أنفاس الصباح بروحه *
أشواق من رحلوا من الأوطان
فيظل في بحر التذكر باكياً
ما عاد من صبر ومن سلوان
هجر الرقاد وقد تصدق بالكرى
فكأنه يشكو إلي الدبــران
خلعت له الجوزاء من أسمالها
ثوب السهاد بليلة الأحـزان
وكساه حتى الليل بردة عاشق
تغنيه عن خلع وعن قمصان
تلقاه مفجوعاً يقلب كفه
متلهفاً كـالواله الحــيران
فهو المعذب ما قد راعه يحنو له
حساده فهو البعيد الــداني
يا لائمي في الحب ليتك ذقنه
وسقاك من جفنيه من أسقاني!
إن كنت تعذلني فجرب ساعة
هجر المحب وفرقة الخلان
فلسوف تعذرني وتفقه قصتي
وتبيت أنت مجرح الأركان
أنا ما هويت مربرباً ألحاظه
سحر وفوق لماته خالان
كلا وما أحللته من مهجتي
روضاً وما اسكنته بستاني
حبي لمن منح الجميل وزادني
شرفاً وبصرني الهدي وحباني
حبي لمالك مهجتي ولخالقي
ولرازقي هو صاحب السبحان
شرفي بأنني عبده يا فرحتى
والفخر لي بعبادة الرحمن
وعليه سار الفائزون جميعهم
متوهجين إلي عظيم الشان
ولأجله بذلوا النفوس وعلقت
تلك الجماجم والتقي الجمعان
قتلوا لأجل محبهم وحبيبهم
وسواهمو لمحبـــة النسوان!
فاعرف( ضحايا الحب) وافعل فعلهم
إن كان ذاك الفعل في إمكان
فإذا جبنت من القتال وخفت من
وهج السيوف وزحمة الشجعان
فاهجر فراشك والمنام مهللاً
يوم الاذان يضج في الآذان
واحضر إلي الصف المقدم ضارعاً
متملقاً للواحـــد الديان
واسكب دموعاً لا تصان لموقف
عند العظيم مصور الأكوان
واهتف بصوت خافت متخشع
متصدع لعجائب القــرآن
ومعفراً منك الجبين ومعلناً
ندمـاً بنطق مقصر خجلان
فإذا أبيت ولم تطق هذا ولم
تقدر عليه لسطوة الشيطان
فتمن موتاً عاجلاً وارحل فما
أقسى البقاء لمفلس خسران!