هذي نكبتي شعر صلاح الخدَّاش

هذي نكبتي

شعر صلاح الخدَّاش

في14-5-2010 م


*********************************

وطني أنطِقْ بحرفٍ من لغاتـــــــــــــي

واروِ منْ نزفِ جراحي صَفَحاتــــــــي

سلْ عنِ الأجدادِ في أجداثهــــــــــــــمْ؟

سوفَ تلقى صوتَهمْ يبكي شتاتـــــــــي

عشتُ فيهمْ بعضَ عمري فوقَ أرضي

تكتبُ التَّاريخَ عنهمْ دَمَعاتــــــــــــــــــي

قال جدِّي قبلَ حينٍ لي وصيّـــــــــــــَةْ

يا حفيدي خذْ عظامي ورفاتـــــــــــــــي

عدْ بها للقدسِ واكتبْ فوقهــــــــــــــا

بعضَ شعري قبلَ موتي في حياتـــــــــي

أيُّها المنكوبُ هذي نكبتــــــــــــــــــي

قبلَ ستِّينَ بِعدِّ السَّنــــــــــــــــــــــــــــواتِ

أيُّها القادمُ من خلفِ الضَّبـــــــــــــاب

أيُّها السَّارقُ سهلي وفلاتــــــــــــــــــــــي

اسألِ التَّاريخَ عنَّا والصَّليبــــــــــــــا

اسألِ الأوغادَ في جيشِ الغــــــــــــــــــزاةِ

كالخفافيشِ سلبتمْ أرضنـــــــــــــــــا

يومَ كنَّا في بحارِ الظُّلمــــــــــــــــــــــــــاتِ

حاصروني جوِّعوني لن أهونــــــــا

قتِّلوني إنَّ نصري في الغَــــــــــــــــــــــداةِ

نكبتي يا يومَ جرحي لن تدومـــــــي

نكبتي يا بنتَ أمٍّ كالفتــــــــــــــــــــــــــــــاةِ

نكبتي يا يومَ جرحٍِِ للثَّكالـــــــــــــــى

نكبتي يومُ التَّهاني للبُغــــــــــــــــــــــــــــاةِ

كم تجرَّعنا مرارَ الغربـــــــــــــــــــة

كمْ سهُدنا في ليالٍ قاسيــــــــــــــــــــــــــاتِ

كمْ أكلنا منْ رغيفٍ يـابــــــــــــــــسٍ

كمْ ذرفنا منْ دموعٍ ساخنــــــــــــــــــــــــات

كمْ وقفنا في طريقٍ حائرينـــــــــــــا

كمْ مشينا في ظلامِِ الطُّرقــــــــــــــــــــــــاتِ

كمْ زففنا منْ شهيدٍ شامـــــــــــــــخٍ

كمْ فقدنا منْ نجومٍ ساطعـــــــــــــــــــــــــاتِ

كيف نرجو منْ أهانَ المسلمِينــــا؟

كيف نرجو من أذلَّ المُحصنـــــــــــــــــاتِ؟

لا بديلاً عن بلادي أو حــــــــدودي

لا سلامًا معَ باغٍ أو طُغـــــــــــــــــــــــــاةِ

في جذور الأرض كونوا إخـــــــوةً

وارفعوا الهامةَ في كلِّ الجهــــــــــــــــاتِ

في خيامِ أو كهوفٍ أو صحـــــــاري

أو سهولٍ أو جبالٍ راسيــــــــــــــــــــــاتِ

يا بلادي إنَّ قومي تركونــــــــــــي

صامدًا تحتَ أزيز الطَّائــــــــــــــــــــــــراتِ

كلَّ يومٍ في فلسطينَ بـَــــــــــــــواكٍ

منْ لهنَّ اليومَ بعدَ النَّكبــــــــــــــــــــــــــات

لا نبالي إنْ قُتلنا أو سًحقْنـــــــــــــا

سوفَ تنمو من عظامي شتلاتـــــــــــــــي

من دمائي سوف تُسقى كلِّ يــــــومٍ

نعمَ ذا النَّبعُ لتلكَ السَّاقيـــــــــــــــــــــــــاتِ

بُحَّ صوتُ القدسِ صُبحًا ومســـــاءً

هلْ لها منْ قادمٍ أو منْ كُمــــــــــــــــــــــاةِ؟

لنْ ألومنَّ زمانًا ظالــــــــــــــــــــمًا

إنَّما اللَّومُ على نفسي وذاتـــــــــــــــــــــي

وإذا الأزمان قالتْ قولَــــــــــــــــها

يا بني الإسلامِ عودوا للصَّـــــــــــــــــــلاةِ

يا بني الإسلامِ يكفي فرقـــــــــــــةً

اسألوا كيف المآسي في الشَّتــــــــــــــاتِ؟

يا بني الإسلامِ صونوا مجدَكــــــــمْ

إنَّ في التَّاريخِ صدقُ العَزَمــــــــــــــــــــاتِ

كلَّ عامٍ أشتري ثوبًا جديــــــــــــدًا

ناظرًا عيدًا لنا بالبسمــــــــــــــــــــــــــــاتِ

نكبتي مِنْ هولها أنَّتْ قـــــــــــوافٍ

نكبتي يا لحنَ أمِّ الذِّكريــــــــــــــــــــــــــاتِ